الحضارة
سبق وريادة وتجديد
اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة.
ملخص المقال
علم التجويد من أشرف العلوم إن لم يكن أشرفها؛ لتعلقه بأشرف كلام أنزل على أشرف الرسل، وثمرة التعرف على علم التجويد تكمن في صون الكلمات القرآنية عن التحريف
تجويد الشيء في لغة العرب يعني إحكامه وإتقانه، يُقال: جوَّد فلان الشيء وأجاده إذا أحكم صنعه وبلغ به الغاية من الإحسان والكمال، سواءٌ كان هذا الشيء من نوع القول أم كان من نوع الفعل..
وموضوع علم التجويد هو الكلمات القرآنية من حيث إحكام حروفها وإتقان النطق بها، وبلوغ الغاية في تحسينها وإجادة التلفُّظ بها.
أما التجويد في اصطلاح العلماء فهو قسمين؛ إذ لا يُعتبر القارئ مجوِّدًا إلا إذا عَلِم القسمين معًا:
القسم النظري:
ويكمن في معرفة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد ودوَّنها أئمَّة القرَّاء من مخارج الحروف وصفاتها، وبيان المثلين، والمتقاربين، والمتجانسين، وأحكام النون الساكنة والتنوين، وأحكام الميم الساكنة، والمد وأقسامه، وأحكامه، وأقسام الوقف والابتداء، وشرح الكلمات المقطوعة والموصولة في القرآن، وذكر التاء المفتوحة والمربوطة.. إلى غير ذلك ممَّا سطَّره العلماء.
القسم العملي:
وهو إحكام حروف القرآن، وإتقان النطق بكلماته، وبلوغ الغاية في تحسين ألفاظه، والإتيان بها في أفصح منطق، وأعذب تعبير..
ولا يتحقق ذلك إلا بإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطائه حقه من الصفات اللازمة له، من همس أو جهر أو شدة أو رخاوة أو استعلاء أو استفال، وإعطائه مستحقه من الصفات العارضة الناشئة عن الصفات الذاتية، من تفخيم المستعلي وترقيق المستقل، ومن الإظهار، والإدغام، والقلب، والإخفاء، إلى غير ذلك.
حكم تعلم التجويد:
فيما يخص الجزء النظري فهو بالنسبة إلى عامة المسلمين مندوبٌ إليه وليس بواجب؛ لأنَّ صحَّة القراءة لا تتوقَّف على معرفة هذه الأحكام، فهو كسائر العلوم الشرعية التي لا تتوقَّف صحة العبادة على معرفتها..
أما بالنسبة إلى أهل العلم فمعرفته واجبة على الكفاية، ليكون في الأمة طائفة من أهل العلم تقوم بتعلُّم وتعليم هذه الأحكام لمن يريد أن يتعلمها، فإذا قامت طائفة منهم بهذه المهمة سقط الإثم والحرج عن باقيهم، وإذ لم تقم طائفة منهم بذلك أثموا جميعًا.
أما الجزء العملي فحكمه أنه واجب وجوبًا عينيًّا على كلِّ من يريد قراءة شيء من القرآن الكريم قلَّ أو كثر، سواء كان ذكرًا أم أنثى من المكلفين، وهذا الحكم وهو الوجوب ثابت بالكتاب والسنة والإجماع.
وعلم التجويد من أشرف العلوم إن لم يكن أشرفها، لتعلُّقه بأشرف كلام أنزل على أشرف الرسل، وثمرة التعرُّف على علم التجويد تكمن في صون الكلمات القرآنية عن التحريف والتصحيف والزيادة والنقص.
المراجع:
- كتاب أحكام قراءة القرآن الكريم، للشيخ محمود خليل الحصري.
التعليقات
إرسال تعليقك